أقدم لكم فى هذه المشاركة هذا الموضوع واتمنى ان ينال إعجابكم
ماذا عن لينرت ولاند روك
نقلا عن جريده المصري اليوم 18-7-2008
جذبت نداهة سحر الشرق المصور الفوتوغرافي لينرت وصديقه خبير التسويق لاندروك، وتحول الخواجات إلي أولاد بلد، الأول يصور ويرصد بكاميرته سحر مصر، بحواريها، وأزقتها، وأهلها وشوارعها، وجمال مبانيها، والآخر يسّوق هذه الصور وينظم لها المعارض، بين مصر وتونس وأوروبا، ليسجل الصديقان وصفاً جديداً لمصر، بعيون أوروبية وعدسات لا تخطئ كل ما فيه جمال وسحر.
وإذا قادتك قدماك إلي ٤٤ ش شريف بالقاهرة، فلابد أن تقع عيناك علي قطعة من تاريخ تمازج الحضارات والأجناس، حيث المكتبة التي تركها الصديقان، وتحمل اسميهما، «لينرت ولاندروك»، والتي تحوي مجموعة لا حصر لها من الصور، من مصر وتونس والتي مازالت تسجل التاريخ كما لو كان وصفاً جديداً لمصر، وهو التراث الذي حافظ عليه إدوارد لامبليه، حفيد أحد الصديقين بمحض الصدفة التي جعلته يدرس ويعمل في مجال الهندسة الكيميائية، وتنتهي به الحال في مصر أيضاً كمهندس للبترول وراع لتراث جده.
كان الصديقان لينرت ولاندروك قد جمعتهما الصداقة التي أتت عبر صدفة قدرية حتمية في سويسرا عام ١٩٠٣ فأصبحا متلازمين كأصدقاء وكشركاء وشد «لينرت» الرحال إلي تونس مأسوراً بحب الشرق مبهوراً بجماله، يصول ويجول في أرجائها، وظلت صداقتهما علي هذه المبادلة «واحد يصور.. والثاني يسوق» لينرت مولود في «جروس أوبابوهيما» في يوليو ١٨٧٨ أما «لاندروك» فمن مواليد ٤ أغسطس من العام نفسه، أي تفصل بينهما أيام، وذلك في مقاطعة «راتيدوف ساكسون» في ألمانيا وقد تميز «لاندروك» بالطباع الهادئة المتزنة ويمتلك عقلية تجارية لا مثيل لها، وكل شيء لديه بحساب سواء المكسب أو الخسارة.
عرض «لينرت» علي «لاندروك» فكرة العودة للشرق، خاصة تونس ويوافقه لاندروك مبدياً كل ترحاب في دعم وتمويل هذه الرحلة متحملاً كل التكاليف علي أن يتقاسما الأرباح التي ستتحقق من بيع هذه الصور والتي لم يعلما وقتها أن التاريخ سوف يخلدها أو العكس أنها هي التي ستخلده.
وكان عام ١٩٠٤ هو عام الذروة وسنة الصفر التي يؤرخ بها لوجودهما الحقيقي، ليمر علي مشروعهما الآن مائة وأربع سنوات وهو العام نفسه الذي قصدا فيه تونس، تحديداً الرمال الصفراء والصحاري وألوان قوس قزح ساعة الغروب، وأقاما فترة طويلة يلتقط خلالها «لينرت» بعدسته كل ما تقع عليه عيناه وينتقل بعشقه وعدسته وصاحبه «لاندروك» من الصحراء إلي السهول والوديان ثم إلي المدينة نفسها ولم يترك خلالها «لينرت» فرصة إلا وانتهزها، قام بتصوير الطبيعة في كل مفاتنها وتغيراتها وصور المرأة في الحضر والبادية والمدينة وشوارعها وحاراتها وأزقتها، وكل ما تحويه وتضمه من مساجد وتكايا ومدارس يستأجر «لينرت ولاندروك» محلاً في واحد من أهم شوارع تونس في ذلك الوقت وهو شارع فرنسا وتحديداً في العقار رقم «٩» عند ناصية التلاقي مع شارع عنابة.
وفي عام ١٩١٤ يبدأ «لينرت» رحلته الجديدة مرة أخري إلي تونس عبر الصحراء بقافلة من الجمال دون أن يضع في اعتباره أن الحرب العالمية الأولي قد بدأت تتشكل جنيناً في رحم الفتنة السياسية التي اجتاحت العالم في ذلك الوقت وآن الأوان لتضع حملها وتكون الإجراءات التي اتخذتها القوات الفرنسية أشبه بقرار إعدام للصديقين إذ ظنت أنهما من الألمان فأممت محلهما بتونس ونزعت ملكيته وفي التوقيت ذاته كان «لاندروك» معتقلاً في سويسرا لوجود اتفاقية بين فرنسا وألمانيا تشترط أن يكون مقر اعتقال المدنيين في سويسرا.
اعتقل «لاندروك» في بداية الأمر في الجزائر حيث أراد اللحاق بصديقه وشريكه «لينرت» والاطمئنان علي محلهما الجديد في تونس العاصمة وبعد الجزائر تم ترحيله إلي جزيرة «كورسيكا» ولكن تقرر في نهاية المطاف نتيجة جهود حثيثة بذلها «لاندروك» إكمال مدة اعتقاله في دافوس في سويسرا.
وفي عام ١٩١٩ كانت «بوهيميا» مقاطعة نمساوية في بداية الحرب، وأصبحت بعدها تابعة لتشيكوسلوفاكيا التي كانت ضمن الحلفاء وبالتالي صديقة لفرنسا ولذلك كان باستطاعة «لينرت» استعادة أفلامه وصوره.
وفي سويسرا يتعرف الصديقان علي شريكة الحياة حيث يتزوج «لينرت» من «أوجيني شميت» من إلزاسيا التابعة لفرنسا حالياً ويتزوج «لاندروك» من «إميليه لامبليه» من تورجاو بسويسرا.
وفي عام ١٩٢٠ يلتقي الصديقان «لينرت ولاندروك» مرة أخري في مدينة «لايتسيك» ويؤسسان شركتهما الجديدة باسم «ناشر وفنون شرقية» ومقرها بالعقار رقم ١١ بشارع إمبليان وكان لديهما ما يكفي لإنجاز المشروع وتحقيق النجاحات المنشودة له.
وفي عام ١٩٢٤ وتحديداً في ٤ أكتوبر يشد «لاندروك» الرحال إلي مصر المحروسة مع زوجته وابنهما «كورت لامبليه» ١٩ عاماً وهو من زوج سابق كذلك فعلها لينرت أيضاً الذي سافر مع زوجته وابنتهما «إيليان».. العائلتان وصلتا إلي الإسكندرية علي ظهر الباخرة الإيطالية «تيفيري» وبدأوا علي الفور في تجارة الجملة تحت اسم «شركة لينرت ولاندروك» في العقار رقم ٢١ بشارع المغربي «عدلي» بالقاهرة والمعروف بعمارة «بناني»، ناحية شارع شريف بعقد تم بواسطة المحاميين «دام» و«ليبهاين» من الجاليات الأجنبية التي امتلأت بها مصر في هذا الوقت بإيجار شهري ٣٠ جنيهاً مصرياً لعدد ٨ غرف.
ويقترض «لينرت» و«لاندروك» نحو ٢٠٠٠ جنيه مصري علي أن يتم سداد القرض عام ١٩٤٨ وتكشف لهما بعد ذلك أن تجارة الجملة غير مجدية فتوجهوا جميعاً لتجارة التجزئة وبدأوا في تأسيس محل بشارع إبراهيم باشا «الجمهورية» حالياً، ما بين فندقي شبرد والكونتيننتال اللذين كانا يداران بواسطة إدارة سويسرية والمعروضات كانت عبارة عن بطاقات بريدية وصور ومطبوعات فنية وبطاقات معايدة.
تفرغ «لينرت» للإبداع ويجوب مصر ليلتقط بعدسته لآلئ الواقع المصري الساحرة ولم يترك شيئاً صادفه واعتقد أن له قيمة فنية إلا وسجله بعدسته الرشيقة الرائعة، ورغم ذلك لم يستطع أن يمنع نفسه عن الاستجابة لوساوس شيطان الرحيل، إذ ارتحل مرة أخري إلي تونس معشوقته الأخري فيغادر مع زوجته وابنتهما عام ١٩٣٠ لتعود العائلة وتستقر في «قفسة» أو «جفسة» كما ينطقها التونسيون وهي واحة جنوبية وظل فيها إلي أن توفي في ٦ يناير ١٩٤٨ تاركاً لشريكه «لاندروك» ثروة لا تقدر بثمن وهي آلاف الصور التي مازالت تعيش معنا حتي الآن، ويؤكد «لينرت» أن نساء تونس أكثر جرأة أمام الكاميرا من نظيراتهن المصريات اللائي كن يخجلن كثيراً مما أثر علي زيادة عدد صور النساء التونسيات علي المصريات في حصيلة صوره.
الحفيد «لامبليه» أكد لـ«المصري اليوم» أنه ظل في مصر هو وزوجته سويسرية الأصل وابنها «كورت لامبليه»، ابن زوجها السابق، ورغم الصعوبات السياسية والاقتصادية والحروب التي عصفت بمصر في ذلك الوقت فإن «لاندروك» أصر علي البقاء في مصر لارتباطه الوجداني بها، حيث هام بها عشقاً حتي الشغف هو وزوجته وابنهما وأصر علي بيع الصور الأبيض والأسود في المكتبة والتي كانت تلاقي إقبالاً شديداً إلي أن ظهرت الصورة الملونة التي عمل بها أيضاً وبدأ يدخل مجال الكتب والنشر.
ظل «لاندروك» يعمل في مصر بلا ملل ووسع دائرة نشاطه، في ظل هذه التركة الهائلة من الصور التي تركها له صديقه وشريكه الراحل «لينرت» إلي أن توفي في ٣٠ من أبريل عام ١٩٦٦ في «كرويتسلنجن» بسويسرا وبعد وفاته آلت ملكية الشركة إلي «كورت لامبليه» ابن زوجته، ثم إلي ابنه «د. إدوار لامبليه» عام ١٩٧٧.
يقول ابنه «إدوار لامبليه»: مازلت أتذكر أن قوات الاحتلال البريطاني أغلقت الشركة باعتقاد أنها شركة ألمانية وفي عام ١٩٥٦ بدأ تأميم شركات القطاع الخاص، التي يتجاوز رأسمالها ١٠٠ ألف جنيه مصري ثم تأسس فرع المتحف المصري من «لينرت ولاندروك» بقرار من وزير الثقافة وقتها د. ثروت عكاشة.
وقد ساهم تفاهم الزوجين «إدوار» و«روزفيتا» في تطوير المشروع وإقامة أحد أكبر المعارض لصور «لينرت» بمتحف الإليزيه بسويسرا، وساهم ذلك في دعاية ضخمة لمصر، خاصة في أوروبا، وكان «إدوار» قد ألقت به رياح الصدفة ليعمل خبيراً للبترول في صحراء سيناء حتي ناداه قدره لكي يستقر بها تماماً وحتي الآن ما بين عمله الأساسي وحبه الأول والأخير لصور جده «لينرت»، التي أصبحت أكثر من بضاعة تباع، فهي تاريخ يتداول بين الناس وتزيد قيمته مع الأيام، تماماً كما حدث ولكن بصورة أوسع مع الموسوعة القيمة التي أنجزها علماء الحملة الفرنسية علي مصر بعنوان «وصف مصر».
وإذا قادتك قدماك إلي ٤٤ ش شريف بالقاهرة، فلابد أن تقع عيناك علي قطعة من تاريخ تمازج الحضارات والأجناس، حيث المكتبة التي تركها الصديقان، وتحمل اسميهما، «لينرت ولاندروك»، والتي تحوي مجموعة لا حصر لها من الصور، من مصر وتونس والتي مازالت تسجل التاريخ كما لو كان وصفاً جديداً لمصر، وهو التراث الذي حافظ عليه إدوارد لامبليه، حفيد أحد الصديقين بمحض الصدفة التي جعلته يدرس ويعمل في مجال الهندسة الكيميائية، وتنتهي به الحال في مصر أيضاً كمهندس للبترول وراع لتراث جده.
كان الصديقان لينرت ولاندروك قد جمعتهما الصداقة التي أتت عبر صدفة قدرية حتمية في سويسرا عام ١٩٠٣ فأصبحا متلازمين كأصدقاء وكشركاء وشد «لينرت» الرحال إلي تونس مأسوراً بحب الشرق مبهوراً بجماله، يصول ويجول في أرجائها، وظلت صداقتهما علي هذه المبادلة «واحد يصور.. والثاني يسوق» لينرت مولود في «جروس أوبابوهيما» في يوليو ١٨٧٨ أما «لاندروك» فمن مواليد ٤ أغسطس من العام نفسه، أي تفصل بينهما أيام، وذلك في مقاطعة «راتيدوف ساكسون» في ألمانيا وقد تميز «لاندروك» بالطباع الهادئة المتزنة ويمتلك عقلية تجارية لا مثيل لها، وكل شيء لديه بحساب سواء المكسب أو الخسارة.
عرض «لينرت» علي «لاندروك» فكرة العودة للشرق، خاصة تونس ويوافقه لاندروك مبدياً كل ترحاب في دعم وتمويل هذه الرحلة متحملاً كل التكاليف علي أن يتقاسما الأرباح التي ستتحقق من بيع هذه الصور والتي لم يعلما وقتها أن التاريخ سوف يخلدها أو العكس أنها هي التي ستخلده.
وكان عام ١٩٠٤ هو عام الذروة وسنة الصفر التي يؤرخ بها لوجودهما الحقيقي، ليمر علي مشروعهما الآن مائة وأربع سنوات وهو العام نفسه الذي قصدا فيه تونس، تحديداً الرمال الصفراء والصحاري وألوان قوس قزح ساعة الغروب، وأقاما فترة طويلة يلتقط خلالها «لينرت» بعدسته كل ما تقع عليه عيناه وينتقل بعشقه وعدسته وصاحبه «لاندروك» من الصحراء إلي السهول والوديان ثم إلي المدينة نفسها ولم يترك خلالها «لينرت» فرصة إلا وانتهزها، قام بتصوير الطبيعة في كل مفاتنها وتغيراتها وصور المرأة في الحضر والبادية والمدينة وشوارعها وحاراتها وأزقتها، وكل ما تحويه وتضمه من مساجد وتكايا ومدارس يستأجر «لينرت ولاندروك» محلاً في واحد من أهم شوارع تونس في ذلك الوقت وهو شارع فرنسا وتحديداً في العقار رقم «٩» عند ناصية التلاقي مع شارع عنابة.
وفي عام ١٩١٤ يبدأ «لينرت» رحلته الجديدة مرة أخري إلي تونس عبر الصحراء بقافلة من الجمال دون أن يضع في اعتباره أن الحرب العالمية الأولي قد بدأت تتشكل جنيناً في رحم الفتنة السياسية التي اجتاحت العالم في ذلك الوقت وآن الأوان لتضع حملها وتكون الإجراءات التي اتخذتها القوات الفرنسية أشبه بقرار إعدام للصديقين إذ ظنت أنهما من الألمان فأممت محلهما بتونس ونزعت ملكيته وفي التوقيت ذاته كان «لاندروك» معتقلاً في سويسرا لوجود اتفاقية بين فرنسا وألمانيا تشترط أن يكون مقر اعتقال المدنيين في سويسرا.
اعتقل «لاندروك» في بداية الأمر في الجزائر حيث أراد اللحاق بصديقه وشريكه «لينرت» والاطمئنان علي محلهما الجديد في تونس العاصمة وبعد الجزائر تم ترحيله إلي جزيرة «كورسيكا» ولكن تقرر في نهاية المطاف نتيجة جهود حثيثة بذلها «لاندروك» إكمال مدة اعتقاله في دافوس في سويسرا.
وفي عام ١٩١٩ كانت «بوهيميا» مقاطعة نمساوية في بداية الحرب، وأصبحت بعدها تابعة لتشيكوسلوفاكيا التي كانت ضمن الحلفاء وبالتالي صديقة لفرنسا ولذلك كان باستطاعة «لينرت» استعادة أفلامه وصوره.
وفي سويسرا يتعرف الصديقان علي شريكة الحياة حيث يتزوج «لينرت» من «أوجيني شميت» من إلزاسيا التابعة لفرنسا حالياً ويتزوج «لاندروك» من «إميليه لامبليه» من تورجاو بسويسرا.
وفي عام ١٩٢٠ يلتقي الصديقان «لينرت ولاندروك» مرة أخري في مدينة «لايتسيك» ويؤسسان شركتهما الجديدة باسم «ناشر وفنون شرقية» ومقرها بالعقار رقم ١١ بشارع إمبليان وكان لديهما ما يكفي لإنجاز المشروع وتحقيق النجاحات المنشودة له.
وفي عام ١٩٢٤ وتحديداً في ٤ أكتوبر يشد «لاندروك» الرحال إلي مصر المحروسة مع زوجته وابنهما «كورت لامبليه» ١٩ عاماً وهو من زوج سابق كذلك فعلها لينرت أيضاً الذي سافر مع زوجته وابنتهما «إيليان».. العائلتان وصلتا إلي الإسكندرية علي ظهر الباخرة الإيطالية «تيفيري» وبدأوا علي الفور في تجارة الجملة تحت اسم «شركة لينرت ولاندروك» في العقار رقم ٢١ بشارع المغربي «عدلي» بالقاهرة والمعروف بعمارة «بناني»، ناحية شارع شريف بعقد تم بواسطة المحاميين «دام» و«ليبهاين» من الجاليات الأجنبية التي امتلأت بها مصر في هذا الوقت بإيجار شهري ٣٠ جنيهاً مصرياً لعدد ٨ غرف.
ويقترض «لينرت» و«لاندروك» نحو ٢٠٠٠ جنيه مصري علي أن يتم سداد القرض عام ١٩٤٨ وتكشف لهما بعد ذلك أن تجارة الجملة غير مجدية فتوجهوا جميعاً لتجارة التجزئة وبدأوا في تأسيس محل بشارع إبراهيم باشا «الجمهورية» حالياً، ما بين فندقي شبرد والكونتيننتال اللذين كانا يداران بواسطة إدارة سويسرية والمعروضات كانت عبارة عن بطاقات بريدية وصور ومطبوعات فنية وبطاقات معايدة.
تفرغ «لينرت» للإبداع ويجوب مصر ليلتقط بعدسته لآلئ الواقع المصري الساحرة ولم يترك شيئاً صادفه واعتقد أن له قيمة فنية إلا وسجله بعدسته الرشيقة الرائعة، ورغم ذلك لم يستطع أن يمنع نفسه عن الاستجابة لوساوس شيطان الرحيل، إذ ارتحل مرة أخري إلي تونس معشوقته الأخري فيغادر مع زوجته وابنتهما عام ١٩٣٠ لتعود العائلة وتستقر في «قفسة» أو «جفسة» كما ينطقها التونسيون وهي واحة جنوبية وظل فيها إلي أن توفي في ٦ يناير ١٩٤٨ تاركاً لشريكه «لاندروك» ثروة لا تقدر بثمن وهي آلاف الصور التي مازالت تعيش معنا حتي الآن، ويؤكد «لينرت» أن نساء تونس أكثر جرأة أمام الكاميرا من نظيراتهن المصريات اللائي كن يخجلن كثيراً مما أثر علي زيادة عدد صور النساء التونسيات علي المصريات في حصيلة صوره.
الحفيد «لامبليه» أكد لـ«المصري اليوم» أنه ظل في مصر هو وزوجته سويسرية الأصل وابنها «كورت لامبليه»، ابن زوجها السابق، ورغم الصعوبات السياسية والاقتصادية والحروب التي عصفت بمصر في ذلك الوقت فإن «لاندروك» أصر علي البقاء في مصر لارتباطه الوجداني بها، حيث هام بها عشقاً حتي الشغف هو وزوجته وابنهما وأصر علي بيع الصور الأبيض والأسود في المكتبة والتي كانت تلاقي إقبالاً شديداً إلي أن ظهرت الصورة الملونة التي عمل بها أيضاً وبدأ يدخل مجال الكتب والنشر.
ظل «لاندروك» يعمل في مصر بلا ملل ووسع دائرة نشاطه، في ظل هذه التركة الهائلة من الصور التي تركها له صديقه وشريكه الراحل «لينرت» إلي أن توفي في ٣٠ من أبريل عام ١٩٦٦ في «كرويتسلنجن» بسويسرا وبعد وفاته آلت ملكية الشركة إلي «كورت لامبليه» ابن زوجته، ثم إلي ابنه «د. إدوار لامبليه» عام ١٩٧٧.
يقول ابنه «إدوار لامبليه»: مازلت أتذكر أن قوات الاحتلال البريطاني أغلقت الشركة باعتقاد أنها شركة ألمانية وفي عام ١٩٥٦ بدأ تأميم شركات القطاع الخاص، التي يتجاوز رأسمالها ١٠٠ ألف جنيه مصري ثم تأسس فرع المتحف المصري من «لينرت ولاندروك» بقرار من وزير الثقافة وقتها د. ثروت عكاشة.
وقد ساهم تفاهم الزوجين «إدوار» و«روزفيتا» في تطوير المشروع وإقامة أحد أكبر المعارض لصور «لينرت» بمتحف الإليزيه بسويسرا، وساهم ذلك في دعاية ضخمة لمصر، خاصة في أوروبا، وكان «إدوار» قد ألقت به رياح الصدفة ليعمل خبيراً للبترول في صحراء سيناء حتي ناداه قدره لكي يستقر بها تماماً وحتي الآن ما بين عمله الأساسي وحبه الأول والأخير لصور جده «لينرت»، التي أصبحت أكثر من بضاعة تباع، فهي تاريخ يتداول بين الناس وتزيد قيمته مع الأيام، تماماً كما حدث ولكن بصورة أوسع مع الموسوعة القيمة التي أنجزها علماء الحملة الفرنسية علي مصر بعنوان «وصف مصر».